الخطبة الثانية بعنوان: كريم الكريم سبحانه
الخطبة الأولى
الحمدُ للهِ الكريمِ المنانِ، الرحيمِ الرحمنِ، ذو الجودِ والإحسانِ، وذو الكرمِ والعطاءِ، سميعٌ قريبٌ مُجيبُ الدُّعاءَ، غنيٌّ عن عبادِه وهم إليه فُقراءُ، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ [فاطر: 15-17].
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، يتفضلُ على من يشاءُ من عبادِه، واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ، قالَ تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النحل: 18].
وأشهدُ أن سيدَنا محمداً رسولُ اللهِ ﷺ، أكرمُ الكرماءِ، وأسخى الأسخياءِ، يُعطي عطاءَ من لا يخشى الفقرَ.
فاللهمَّ صلِّ على نبينا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه، وسَلمْ تَسليماً كثيراً إلى يومِ الدِّينِ، أَمَّا بَعدُ:
قالَ سليمانُ -عليه السَّلامُ- النبيُّ الـمَلِكُ الذي وهبَه اللهُ تعالى مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ مِن بعدِه: ﴿وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ [النمل: 40].
﴿فَإِنَّ رَبِّي﴾ ماذا؟ ﴿غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾؛ لا إلهَ إلا اللهُ، ما أحسنَ اجتماعَ هذينِ الاسمينِ وهذينِ الوصفينِ، فالغنيُّ البخيلُ مذمومٌ، والكريمُ الفقيرُ مهمومٌ.
وما أجملَ أن ترى غنيَّاً كريماً، فكيفَ إذا كانَ هذا الغنيُّ لا تنقصُ خزائنُه بالعطاءِ؟ وكيفَ إذا كانَ هذا الكريمُ له كمالُ السَّخاءِ؟
قالَ تعالى في الحديثِ القُدسيِّ: "يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ"([1])، وماذا عسى أن تَنقصَ الإبرةُ الصَّغيرةُ الملساءُ من البحرِ العظيمِ الواسعِ الأرجاءِ؟
تأمَّلْ هذا: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾ [العلق: 3]؛ فهو الأكرمُ، أكرمُ من كلِّ شيءٍ، ومنْ أكرمُ منه سبحانَه؟
استمعْ إلى هذا النِّداءِ الرَّحيمِ: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ [الانفطار: 6] نِداءٌ مُشتركٌ لجميعِ الإنسانيةِ بجميعِ أجناسِهم وبجميعِ أعراقِهم وبجميعِ ألسنتِهم وبجميعِ أديانِهم: ما الذي غرّكم باللهِ تعالى حتى عَصيتم أمرَه؟ ما الذي غرّكم باللهِ تعالى حتى تهاونتم في حقّهِ؟ ما الذي غرّكم باللهِ تعالى حتى أسأتم الأدبَ معَه؟ أليسَ هو الكريمُ الذي خلقَنا من العدمِ؟ أليسَ هو الكريمُ الذي أعطانا جميعَ النِّعمِ؟ أليسَ هو الكريمُ الذي يستحيي أن يَردَّ أيدينا صِفراً خائبتينِ؟ أليسَ هو الكريمُ الذي حلمُه وسترهُ علينا دائمينِ؟
إذن، أَجبْ على هذا السُّؤالِ اليومَ قبل ألا تَجدَ إجابةً له غداً، ﴿مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾؟
أيُّها الأحبَّةُ: إذا كانَ الحديثُ عن كَرمِ اللهِ تعالى فمن أينَ يبدأُ الخُطباءُ؟ وماذا عسى أن يَقولَ البُلغاءُ؟ وكيفَ لواصفٍ أن يبلغَ مُبتغاهُ وهو يصفُ كَرَماً لا حدَّ لمنتهاهُ؟
وإنما هو الحديثُ عن قَطرةٍ من وَابلِ العطاءِ الواسعِ، وغَرْفَةٍ من بحرِ الجودِ الشَّاسعِ.
فإذا تكلَّمنا عن كرمِ الرِّزقِ فهل تتخيلونَ كميةَ الرِّزقِ من اللهِ تعالى لخلقِه في كلِّ حينٍ؟ وذلكَ لأنَّهُ قد وعدَهم برزقِه كما قالَ تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [هود: 6].
بشرٌ تأكل، وحيواناتٌ تفترس، وبهائمُ ترتع، وحَشَراتٌ تجمع، الأجنَّةُ في بطونِ أمَّهاتِها، والفُروخِ داخل بيضاتِها، طيورٌ تلتقطُ بالمِنقارِ، وأسماكٌ تبتلعُ في البحارِ، في الصُّبحِ والعَصرِ والمساءِ، في البرِّ والبحرِ والسَّماءِ، مخلوقاتٌ لا يَعلمُ عددَها ولا يُحصي مَدَدَها إلا اللهُ تعالى، ﴿فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [النور: 45]، كلُّهم يأكلُ ويشربُ ولا يخافُ جُوعاً ولا عَطَشاً، أتعلمونَ لماذا؟ لأنَّ الرَّازقَ هو اللهُ الكريمُ سُبحانَه، ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا﴾ [الإسراء: 100] فأيُّ كرمٍ هذا؟ وأيُّ عطاءٍ هذا؟
فلا إلهَ إلا اللهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا -أي: لا يُنقصُها- نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السماوات وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ"([2]).
بل من كرمه سبحانه أنَّه يرزقُ أعداءه الذينَ لا يعبدونَه ولا يشكرونَه، ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ [البقرة: 126]، فسألَ إبراهيمُ -عليه السَّلامَ- الرِّزقَ للمؤمنينَ، فماذا كانَ جوابُ أكرمِ الأكرمينَ؟ ﴿قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة: 126]، فما أكرمَك يا ربَّ العالمينَ، حتى أعداءَكَ لا يستغنونَ عن جودِكَ طرفةَ عينٍ.
وهو الكريمُ يَعمُّ بالجُودِ الوَرى *** وبجُودِه يَتعايشُ الثَّقلانِ
فإذا رأيتَ من البَريَّةِ بَاذلاً *** فاللهُ ربُّ الجودِ والإحسانِ
بل يبدأُ المخلوقَ قَبلَ سُؤالِه *** سُبحانَه مِن وَاسعٍ مَنَّانِ
وأما إذا تكلَّمنا عن كرمِ العطاءِ لِمن رفعَ يديهِ إلى ربِّه بالدُّعاءِ فَيَقولُ أَبو سَعِيدٍ الخُدْريُّ t: قال النَّبِيُّ ﷺ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا"، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ؟ قَالَ: "اللهُ أَكْثَرُ"([3]).
اللهُ أكبرُ، لا يُوجدُ دعوةٌ مرفوضةٌ، كلُّها مقبولةٌ، فإمَّا الإجابةُ، وإمَّا التَّعويضُ، وإمَّا الادِّخارُ، فلا خيبةَ مع الكريمِ، بل عطاءٌ عظيمٌ.
لكَ أن تتخيِّلَ عددَ الجِنِّ والإنسِ يسألونَ اللهَ تعالى ليلاً ونهاراً، سِرَّاً وجِهاراً، في جميعِ الأوقاتِ، وعلى اختلافِ اللُّغاتِ، ومع تنوِّعِ الحاجاتِ، فيُعطي الجميعَ، ولا يتبرَّمُ من إلحاحِ الملحينَ، ولا من استعجالِ المستعجلينَ، ولا من بكاءِ الباكينَ، بل يفرحُ بذلكَ، ويُعطي ويُجازي على ذلك ويُغني، وكما قِيلَ:
اللهُ يغضبُ إن ترَكتَ سُؤالَه *** وبُنيَّ آدمَ حِينَ يُسألُ يَغضبُ
وأما إذا تكلَّمنا عن كرمِ المغفرةِ لعبادِه فاسمعْ إلى هذا الحديثِ: أَتَى النَّبيَّ ﷺ رجلٌ فقال: أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها، فلم يترك منها شيئا، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل له من توبة؟ قال: "فهل أسلمت؟"، قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك رسول الله، قال ﷺ: "نعم، تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيراتٍ كلَّهن"، قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: "نعم"، قال: الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى([4]).
وإذا كانَ التَّعاملِ مع الكريمِ فليسَ مغفرةُ الذُّنوبِ فقط، بل تحويلِ السِّيئاتِ كلِّها إلى حسناتٍ، كما قالَ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 68-70]، فما أعظمَك من جوادٍ كريمٍ.
أستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ والمسلماتِ، فاستغفره إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
([1]) أخرجه مسلم (2577).
([2]) أخرجه البخاري (4684)، ومسلم (993).
([3]) أخرجه أحمد في «المسند» (11133).
([4]) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (7235).
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، الرَّحمنِ الرَّحيمِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عَبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ.
تأمَّلْ كرمَ اللهِ تعالى عندما يعطينا الجوارحَ، ويجعلُ في قلوبِنا الإيمانَ، ويُوفِّقُنا لعبادتِه، ويُثبِّتُنا على طاعتِه، ويُعينُنا على الإحسانِ والخيرِ، ثُمَّ يجزينا بالأجرِ العميمِ الكثيرِ، فهو الذي خلقَ وسوَّى، وهو الذي أعانَ وهدى، وهو الذي أثابَ وأعطى، وهو كذلكَ يُدبرُ الأمرَ، ويُيَسِرُ العُسرَ، ويُفرِّجُ الكربَ، ويُهوِّنُ الخَطبَ، فأيُّ كرمٍ وسخاءٍ هذا، يُعطي ثُمَّ يُثيبُ على العطاءِ.
فكمْ للهِ منْ تدبيرِ أمرٍ *** طوتهُ عنِ المشاهدةِ الغُيوبُ
وكمْ في الغيبِ منْ تيسيرِ عُسرٍ *** ومنْ تفريجِ نائبةٍ تنوبُ
ومنْ كَرمٍ ومنْ لُطفٍ خَفيٍّ *** ومنْ فَرجٍ تزولُ بهِ الكروبُ
وأمَّا كرمُ اللهِ تعالى في الآخرةِ فاسمعْ فقط ماذا أعدَّ لأدنى أهلِ الجنَّةِ مَنزلةً، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:"إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ كَبْوًا، فَيَقُولُ اللهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ الله: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ الله: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: تَسْخَرُ مِنِّي أَوْ تَضْحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَكَانَ يُقَالُ: ذَلِكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً"([1]).
فاللهمَّ إنا نسألُكَ من فضلِك ومن كرمِك.
اللهم ارحمنا برحمةٍ تُغنينا بها عن رحمةِ من سِواك.
اللهم آتِ نفوسَنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها.
اللهم عاملنا بكرمك ورحمتِك.
اللهم اغفر لنا ذنوبَنا كلَّها، دِقَّها وجِلَّها، سِرَّها وعلانيتَها، لا تدعْ لنا ذنباً إلا غفرته، وأخرجنا من ذنوبِنا كيوم ولدَتْنا أمهاتُنا، اللهم طهرنا منها بالماءِ والثلجِ والبردِ، ونقنا منها كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدنسِ.
اللهم اغفر للمسلمينَ والمسلماتِ، الأحياءِ منهم والأمواتِ، اللهم جازهم بالحسناتِ إحساناً، وبالسيئاتِ عفواً وغفرانا، وأبدلهم دُوراً خَيراً من دورِهم، وأهلاً خيراً من أهليهم.
اللهم وفِّق وليَّ أمرِنا ونائبَه لما تحبُّ وتَرضى، اللهم وفِّقهما لهُداك، واجعل عملَهما في رِضاك يا ربَّ العالمينَ([2]).
([1]) أخرجه البخاري (6571)، ومسلم (186).
([2]) الخطبة للشيخ هلال الهاجري.